Speech of Dr. Mohamed Selim
( Former Director of Center for Asian Studies, Cairo University )
Page (10)
(3)
هياكل وعمليات حوار الحضارات
تثير الشروط التي أوردناها لنجاح حوار الحضارات قضية ترجمة تلك
الشروط إلى إجراءات تطبيقية . وفي تقديرنا ، فإن هذه الترجمة تعني في
التطبيق عدة قضايا فرعية هى ، الإطار المؤسسى لحوار الحضارات ، ودور
جماعات المجتمع المدني في الحوار ، ومساهمة الأطراف المتحاورة في
تكاليف إدارة الحوار ، وأخيراً محتوى الحوار .
لعل القضية الأولى هى ما إذا كان حوار الحضارات يتم في إطار مؤسسى
دائم ، أم يقتصر على اجتماعات يتفق عليها طبقاً لمقتضيات الحال . وفي
تقديري ، فإنه من المهم أن تتفق الدول المتحاورة على وجود إطار مؤسسى
فضفاض يهتم بتنظيم الحوار ، وتحديد الأجندة ، واستخلاص النتائج ،
ومراقبة تطبيقها . ولعل تجربة المؤسسة الثقافية التي أنشأتها منتدى
قمة آسيا وأوروبا في سنغافورة من أهم التجارب في هذا الصدد . ذلك أنه
بدون توافر هذا الإطار المؤسسى فإنه يصبح من العسير توفير خبرة
تراكمية للحوار يؤدي إلى متابعة عملية الحوار ، وإنتاج معرفة جديدة .
من ناحية أخرى ، فإن مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في الحوار الحضاري
من شأنه إعطاء قوة دفع لهذا الحوار . ذلك أن أسوأ سيناريو يمكن تصوره
لأى حوار هو أن يكون حواراً نخبوياً صرفاً لا تشارك فيه الجماعات
التي تتأثر بنتائجه . وقد انتقد بعض الدارسين مبادرة الرئيس الإيراني
خاتمي لحوار الحضارات على أساس أنها قصرت الحوار على النخب (الدبلوماسيون
، والأكاديميون ، والإعلاميون) (18) .
Page01
Page02
Page03
Page04
Page05
Page06
Page07
Page08
Page09
Page10
Page11
Page12
Page13
Page14
Page15 |