Speech of Dr. Mohamed Selim
( Former Director of Center for Asian Studies, Cairo University )
Page (12)
(4)
نموذج الحوار الحضاري بين اليابان والعالم الإسلامي
جاء اهتمام اليابان والدول الإسلامية بإجراء حوار بين الطرفين بعد
نهاية الحرب الباردة ، وفي إطار "التصعيد الثقافي" الذي مثلته مقولة
صراع الحضارات وما تلاها من تركيز على المواجهة بين الإسلام والغرب ،
فقد شعرت اليابان بأهمية فهم الإسلام والعالم الإسلامي لضمان مصالحها
في الشرق الأوسط وجنوب شرقى آسيا من ناحية ، ولاستكشاف آفاق الدور
الياباني في صنع مقولة المواجهة بين الإسلام والغرب من أن تتحول إلى
واقع . من ناحية الدول الإسلامية ، فقد رأت في اليابان قوة اقتصادية
كبرى ، وقطب دولي صاعد يمكن أن يشكل عنصراً من عناصر إعادة التوازن
للنظام العالمي في حقبة القطبية الأحادية ، ومن ثم ، فإن فهمه وإقامة
حوار معه أمر ضروري لتحقيق هدف تنويع الشركاء وإيضاح حقيقة الإسلام .
وقد شهدت سنة 2000 تحركاً من الطرفين في هذا الاتجاه . ففي فبراير
سنة 2000 شكل وزير الخارجية الياباني آنذاك ، كونو فريق عمل تحت
إشرافه برئاسة اثنين من أهم أساتذة الدراسات الإسلامية في اليابان
هما إيتاجاكى ، وياما أوتشي لتتولى صياغة اقتراحات لتعزيز العلاقات
بين اليابان والعالم الإسلامي . وقد قدم فريق العمل للوزير الياباني
تقريراً ارتكز على عدة محاور أولها إقامة شبكات بحثية تربط مثقفي
اليابان بمثقفي العالم الإسلامي يتضمن عقد أنشطة لتعزيز الفهم
المتبادل . (20) وفي يناير سنة 2001 زار كونو منطقة الخليج العربي
وقدم مبادرة في قطر لإجراء حوار ثقافي مع دول الخليج العربية .
وفي 29 مايو سنة 2000 عقدت منظمة المؤتمر الإسلامي مؤتمراً في طوكيو
تحت عنوان "الشرق الأقصى والعالم الإسلامي : العلاقات اليابانية –
الإسلامية في قرن" بالتعاون مع المركز الإسلامي في اليابان . وشارك
في المؤتمر ممثلون للمراكز الإسلامية في الصين ومعظم دول جنوب شرقى
آسيا وحوالي 200 أستاذ وداعية مسلم متخصصون في الحضارة الإسلامية
وممثلون لمسلمي اليابان . وكان هدف المؤتمر هو إيضاح حقيقة الإسلام
وتصحيح المغالطات حول المفاهيم الإسلامية ، وتدعيم العلاقات بين
اليابان ودول منظمة المؤتمر الإسلامي ,
جاءت أحداث 11 سبتمبر سنة 2001 لتؤدي إلى جعل مثل تلك الحوارات مسألة
جوهرية للطرفين . فقد بادرت اليابان بإيفاد الأساتذة الذين قدموا
تقريرهم إلى وزير الخارجية كونو ، إلى بعض الدول الإسلامية ، وبالذات
في الشرق الأوسط والخليج العربي . للتأكيد على أهمية الحوار بين
الطرفين . وفي هذا الصدد ألقى إيتاجاكى عدة محاضرات كانت أهمها
محاضرته في جامعة البحرين في 21 أكتوبر ، وأخرى في جامعة القاهرة في
7 مايو سنة 2001 تحت عنوان "الحوار بين الحضارات : وجهة نظر يابانية
في الاستراتيجية الحضارية". وقد أشار إيتاجاكي في محاضرته إلى أهمية
الدور الثقافي الياباني في العالم الإسلامي بحكم الصورة الإيجابية
لليابان في المنطقة العربية بالتحديد ، ولأهمية أن تضطلع اليابان
بدور مستقل عن الدور الأمريكي في تلك المنطقة .
Page01
Page02
Page03
Page04
Page05
Page06
Page07
Page08
Page09
Page10
Page11
Page12
Page13
Page14
Page15 |