Speech of Dr. Mohamed Selim
( Former Director of Center for Asian Studies, Cairo University )
Page (13)
وفي أعقاب هذا التحرك دعت وزارة الخارجية اليابانية بالتعاون مع
وزارات خارجية عدد من الدول الإسلامية إلى عقد الجولة الأولى لحوار
الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي في البحرين في 22 – 23 مارس
سنة 2002 . وقد نسق أعمال الجولة مركز البحرين للدراسات والبحوث ،
وشارك فيه ممثلون من عدد من الدول العربية وإيران رشحتهم وزارات
الخارجية في دولهم . وقد بلغ عدد المشاركين 36 مشاركاً ، 6 منهم من
اليابان ، و30 من البحرين ، و السعودية ، والكويت ، وسلطنة عمان ،
وقطر ، والإمارات ، ومصر ، والمغرب ، واليمن ، وتونس ، والأردن ،
وإيران . وبذلك يتضح أن الحوار في جملته لم يكن ممثلاُ للعالم
الإسلامي . فقد كان في حقيقته حواراً يابانياً مع الدول العربية مصر
. ولذلك من المهم في الجولات التالية للحوار توسيع نطاقه ليشمل الدول
الإسلامية الأخرى ، ولكن لا يبدو أن اليابان لحرص فقط على الحوار مع
الدول التي تؤثر في مصالحها النفطية . من ناحية أخرى ، فبينما كان
المشاركون من الدول العربية وإيران يمثلون رسمياً دولهم ، ويشغل
معظمهم مناصب رسمية في تلك الدول ، فإن المشاركين اليابانيين كانوا
من أساتذة الجامعات اليابانية المتخصصة في الدراسات الإسلامية .
وبذلك لم يكن ثمة توازن في نوعية التمثيل من الطرفين . ولكن من ناحية
أخرى يمكن القول أن المشاركين اليابانيين كانوا من كبار المتخصصين في
العالم الإسلامي . فهم درسوا هذا العالم بشكل متعمق ، وربما بشكل
يفوق بعض المشاركين من الدول الإسلامية . ومن ثم ، فإن الحوار لم يضف
جديداً إلى ثقافتهم عن العالم الإسلامي . إن الحوار يجب أن يتم مع
أفراد وجماعات مؤثرة في المجتمع الياباني . ولكنها لم تتعامل مباشرة
مع العالم الإسلامي لأن هدف الحوار هو إثراء معرفتها بهذا العالم
وليس مجرد تأكيد ما تعرفه بالفعل .
على أى حال ، فقد ألقى في المؤتمر ثلاث محاضرات ألقاها صادق خرازي ،
وكيل وزارة الخارجية الإيرانية عن الإسلام والعولمة ، وأحمد كمال أبو
المجد ، مفوض جامعة الدول العربية لشئون الحوار بين الحضارات عن
الإسلام والعلاقات الدولية ، ويوشيا أ.بى ، رئيس جامعة كوكوجاكون ،
ورئيس معهد الثقافة اليابانية في طوكيو بعنوان ، "التعايش والتفاعل
بين الإسلام واليابان" . وعقب كل محاضرة انقسم المشاركون إلى فرق عمل
مشتركة لمناقشة موضوع المحاضرة وما يتفرع عنه من قضايا . وعين لكل
جلسة عمل رئيس ومقرر توليا صياغة خلاصة المناقشات التي صبت كلها في
التقرير الختامي للمؤتمر . وكان كل مشارك قد قدم دراسة تتضمن رؤيته
للقضايا الثلاث محور النقاش . واتفق على عقد الجولة الثانية في
اليابان سنة 2003 . وبصفة عامة ، فقد كانت الجولة الأولى للحوار
الحضاري بين اليابان والعالم الإسلامي مفيدة ، ولكن يمكن القول أنه
من الممكن تطويرها في خلال الجولات القادمة ، وبالذات على مستوى
توسيع نطاق المشاركة في الحوار .
Page01
Page02
Page03
Page04
Page05
Page06
Page07
Page08
Page09
Page10
Page11
Page12
Page13
Page14
Page15 |