Speech of Dr. Mohamed Selim
( Former Director of Center for Asian Studies, Cairo University )
Page (2)
جاءت دراسة هنتنجتون المنشورة سنة 1993 لكى تتحدى مفهوم حوار
الحضارات ، وأدى الجدل الذي أثارته هذه الدراسة إلى تزايد الدعوات
إلى حوار الحضارات . فقدم العديد من المبادرات لإجراء حوار للحضارات
، ومن اهم تلك المبادرات ، إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة
الصادر في 4 نوفمبر سنة 1998 بإعلان عام 2001 عاماً للحوار بين
الحضارات ، وإعلان طهران الصادر عن منظمة المؤتمر الإسلامي في مايو
سنة 1999 هذا بالإضافة إلى نموذج تطبيقي واحد للحوار هو النموذج
الرباعي المصري – الإيراني – الإيطالي – اليوناني .وقد جاء النموذج
بناء على مبادرة إيرانية حين اقترحت وزارة الخارجية الإيرانية سنة
1999 تنظيم حوار الحضارات الأربع ، ودعت وزارات خارجية مصر ،
وإيطاليا ، واليونان إلى إجراء حوار مؤسسى بين الدول الأربع
باعتبارها تمثل الحضارات المصرية ، والفارسية ، واليونانية
والرومانية . وقد عقد هذا الحوار أربع دورات حتى الآن على مستوى
ممثلي وزارات الخارجية صدر عنها "إعلان أثينا" حول حوار الحضارات .
غير أن القليل هو المعروف عن هذا النموذج . ويشير هذا القليل إلى أن
الحوار قد ركز على العلاقات التاريخية بين الحضارات الأربع كما أنه
قد اقتصر على عدد محدود من المشاركين من الدبلوماسيين والأكاديميين .
جاءت أجداث 11 سبتمبر سنة 2001 في الولايات المتحدة لكى ترفع من
أهمية حوار الحضارات بعد أن بدا أن نبوءة هنتنجتون تتحقق تدريجياً في
شكل صدام استراتيجي بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية
. فقد اتهمت الأخيرة بعض دول العالم الإسلامي بالمسئولية عن العجمات
التي وقعت في 11 سبتمبر ، وشنت حرباً شاملة ضد "الإرهاب" الذي صادف
أنه يتركز تقريباً في دول العالم الإسلامي من إندونيسيا إلى الجزائر
مروراً بأفغانستان. وهكذا أدت أحداث 11 سبتمبر إلى تسريع وتيرة
المبادرات الفكرية ، والنماذج التطبيقية لحوار الحضارات . ومن تلك
المبادرات ، مبادرة جامعة الدول العربية في نوفمبر سنة 2001 ، ومشروع
المنظمة الفرانكوفونية الدولية في أكتوبر سنة 2001 ، و مبادرة
الفاتيكان في نوفمبر سنة 2001 . على المستوى التطبيقي ، يمكن الإشارة
إلى نموذج الحوار الحضاري بين منظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد
الأوروبي ، ونموذج الحوار الحضاري بين اليابان والعالم الإسلامي .
فقد عقد مؤتمر بين منظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي في
استانبول في 12 – 13 فبراير سنة 2002 مثلت فيه الدول الأعضاء ، على
المستوى الوزاري لإجراء حوار بين الحضارتين الأوروبية والإسلامية .
لعل ما يلاحظ في هذا المؤتمر هو طابعه الرسمي البحت ، بالإضافة إلى
أن المؤتمر لم ينجح في الاتفاق على المشروع التركي بإنشاء أمانة
دائمة للمؤتمر مقرها استانبول برئاسة الأمير الحسن بن طلال ، وذلك
بناء على معارضة أوروبية . واتفق على عقد لقاء على مستوى ثلاثي بين
المنظمتين في نهاية سنة 2002 في الدوحة . واقتصر المؤتمر على إعلان
حول أهمية التسامح الثقافي ، ومكافحة الإرهاب ، والتوصل إلى حل عادل
للصراع العربي – الإسرائيلي .
Page01 Page02
Page03
Page04
Page05
Page06
Page07
Page08
Page09
Page10
Page11
Page12
Page13
Page14
Page15 |