Speech of Dr. Mohamed Selim
( Former Director of Center for Asian Studies, Cairo University )
Page (6)
(2)
الشروط اللازمة لفعالية حوار حضارات
إن الإشكاليات الثلاث التي طرحناها يمكن أن تحكم على حوار الحضارات
بالفشل منذ جولاته الأولى ، ما لم يتم الاتفاق المسبق بين ممثلي تلك
الحضارات على أسس حوار الحضارات ومنهجيته . فمثل هذا الاتفاق أكثر
أهمية من مضمون الحوار ذاته . ولعل أهم الشروط التي يمكن رصدها في
هذا الإطار هى :
أولاً : الحوار بين وحدات متماثلة
يقصد بذلك أنه إذا كان الحوار بين حضارات ، فإنه ينبغي أن يكون على
مائدة الحوار أطراف يمثلون حضارات . فالملاحظ أنه يشار في بعض
الحالات إلى الحوار بين الإسلام والغرب ، أو بين الإسلام واليابان .
الإسلام هو تعبير عن الحضارة ، فبينما مصطلحا الغرب أو اليابان
يشيران إلى دول . الحوار لا يمكن أن يتم بين حضارة ودولة ، ولكن بين
حضارة وأخرى أو بين دولة وأخرى . ولذلك ، فمن الأوفق أن نتحدث عن
الحوار بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية ، أو بين الحضارة
الإسلامية والحضارة اليابانية . ذلك أن عدم التماثل بين وحدات
الحضارات يؤدي إلى تحول الحوار إلى محاكمة القيم المنسوبة إلى دين
معين حيث أن قيمه تصير هى المطروحة في الحوار ، بينما القيم المنسوبة
إلى الدول الأخرى لا تكون محلاً للنقاش .
ثانياً : تحديد منهجية حوار الحضارات
يقصد بمنهجية حوار الحضارات الأساليب ، ونوع العلاقات التي تنشأ بين
المتحاورين في إطار عملية إدارة الحوار . ويعتمد نجاح حوار الحضارات
على الإعداد المنهجي الدقيق لهذا الحوار ، بمعنى تحديد أطر إدارة
الحوار والاتفاق على تلك الأطر قبل الدخول في مضمون الحوار . ولعل
أهم القضايا المنهجية في هذا الشأن :
(1) النظر إلى الحوار باعتباره عملية تقوم على الاقتناع بإمكانية
التوصل إلى حلول وسط حول القضايا الخلافية . فالحوار هو مباراة لا
صفرية تتفق الأطراف مقدماً على أنها تسعى أن تحقق من الدخول فيها
مكاسب مشتركة ، (2) اتفاق الأطراف المتحاورة على أنها تتحاور ليس
لاقناع بعضها البعض بوجهة نظرها ولكن للتوصل إلى نقطة مشتركة ، (3)
التركيز على مضمون الخطاب محل النقاش في الحوار أكثر منه على تصنيف
الطرف الآخر وتأطيره في قوالب فكرية ، (4) التركيز على وضوح المقولات
الفكرية المطروحة في الحوار بحيث لا تختلط المعاني والدلالات لدى
الطرف الآخر ، (5) الابتعاد عن الجوانب المثالية التي ربما لا يمكن
تحقيقها من خلال الحوار ، (6) تحديد الهدف من الحوار أى الناتج
النهائي الذي يسعى المتحاورون إلى تحقيقه . ذلك أن البدء في الحوار
دون معرفة الغاية النهائية منه قد يؤدي إلى إحباط المتحاورين والتخلص
سريعاً من عملية الحوار ذاتها . (9)
Page01
Page02
Page03
Page04
Page05
Page06
Page07
Page08
Page09
Page10
Page11
Page12
Page13
Page14
Page15 |