Speech of Dr. Mohamed Selim
( Former Director of Center for Asian Studies, Cairo University )
Page (14)
ختام
يعتبر موضوع حوار الحضارات من أكثر الموضوعات إثارة للجدل في حقبة ما
بعد الحرب الباردة . فبينما يذهب بعض الدارسين إلى أن صراع الحضارات
سيكون هو الطابع المميز لتلك الحقبة ، يذهل آخرون إلى القول أن حوار
الحضارات لابد وأن يكون هو ذلك الطابع . هذا في الوقت الذي يتشكك فيه
البعض في المقولتين معاً باعتبارهما واجهة للسيطرة الغربية . كذلك
يثير حوار الحضارات إشكاليات تتعلق بطبيعة النظام العالمي الراهن
الذي يجري الحوار في إطاره وبمفهوم الحضارات ، وتحديد من يتحاور
بالنيابة عنها . وللتعامل مع تلك الإشكاليات ينبغي تحديد أسس حوار
الحضارات أى الاتفاق على الشروط التي تكفل نجاح الحوار ، كالربط بين
الحوار الحضاري ، والتعاون الاقتصادي والسياسي ، وإقامة الحوار على
أساس مفهوم التعددية الثقافية الحقيقية ، والحرص على إجراء حوار منتج
للمعرفة ويتسم بتطبيق القيم المشتركة المتفق عليها بشكل عام إلى
غيرها من الشروط التي بدونها يصعب استمرار الحوار . من ناحية ثالثة ،
فإن الحوار ليس مجرد عملية تعايش نظري بين النخب ولكن يجب أن تكون له
آلياته ومجالاته المحددة كما يجب أن يتم توسيع نطاقه ليشمل النخب
الرسمية وغير الرسمية وجماعات المجتمع المدني .
ولعل الحوار الذي دار بين اليابان والعالم الإسلامي في البحرين في
سنة 2002 هو نموذج لذلك الحوار الذي يحتاج إلى نظرة متعمقة لأهدافه
وآلياته فهذا الحوار ينطلق من أرضية إيجابية لدى الطرفين ، ولكنه
يفتقر إلى تحديد الهدف منه ، هل هو مجرد حماية المصالح اليابانية في
العالم العربي ، أم بناء مشاركة ثقافية – حضارية واسعة ؟ وهل يقتصر
الحوار على مناقشة قضايا العالم الإسلامي ، أم يمتد أيضاً إلى مناقشة
قضايا اليابان ، وهل يقتصر على النخب الرسمية أم يتم توسيع نطاقه .
Page01
Page02
Page03
Page04
Page05
Page06
Page07
Page08
Page09
Page10
Page11
Page12
Page13
Page14
Page15 |