Speech of Dr. Mohamed Selim
( Former Director of Center for Asian Studies, Cairo University )
Page (7)
ثالثاً : التزامن بين حوار الحضارات والتعاون الاقتصادي
والسياسي
الحوار بين الحضارات هو جزء من علاقات دولية أشمل تضم أيضاً الجوانب
السياسية والاقتصادية . وفي هذا الصدد توجد رؤيتان للعلاقة بين حوار
الحضارات والعلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول الممثلة للحضارات
المتحاورة . تؤكد وجهة النظر الأولى أنه ينبغي "عدم تسييس" حوار
الحضارات . ويقصد بذلك ألا يتطرق الحوار إلى القضايا السياسية، وألا
يرتبط تقدم حوار الحضارات بالتقدم في التعاون السياسي والاقتصادي بين
الدول الممثلة للحضارات محل الحوار . وتسود وجهة النظر تلك بصفة عامة
لدى ممثلي الحضارة الغربية. أما وجهة النظر الثانية ، فهى تؤكد أن
التفاعلات الإنسانية في حد ذاتها لا تنتج بالضرورة أشكالاً للتعاون .
بل أنها ربما أدت إلى زيادة الصراعات بين البشر ، وذلك حينما تتم تلك
التفاعلات في ظروف تتسم بحصول الأطراف على مزايا غير متكافئة من تلك
التفاعلات . ومن ثم ، فإنه لا يكفي الدخول في تفاعلات بين الحضارات ،
ولكن من المهم أيضاً أن يتوفر الإطار السياسي والاقتصادي اللازم لدفع
المتحاورين إلى تبني منظور إيجابي للحوار . وبالتالي فإن حوار
الحضارات لن يكتسب قوة دفع إلا إذا حصلت الأطراف المشاركة على مزايا
متساوية نسبياً في هذا الحوار . (10) ويتم ذلك بأن يتزامن حوار
الحضارات ، مع تقدم أشكال التعاون السياسي والاقتصادي بين الدول
الممثلة للحضارات المتحاورة . فلا يمكن تصور وجود حوار حضارات فعال
في وقت تدخل فيه تلك الحضارات في علاقات اقتصادية غير متكافئة ، أو
توجد فيه صراعات سياسية أساسية بينها . ومن ثم ، فإن الترابط بين
حوار الحضارات والأبعاد الأخرى للعلاقات ضروري لنجاح الحوار ذاته .
(11)
Page01
Page02
Page03
Page04
Page05
Page06
Page07
Page08
Page09
Page10
Page11
Page12
Page13
Page14
Page15 |